من أصعب المراحل التى تمر على البنت المرحلة التى تصبح فيها البنت شابة جميلة ويأتى وقت الزواج واختيار شريك الحياة لتقع فى حيرة الاختيار.. فالبنسبة للولد يكون الاختيار أسهل لأن فرصة تقييمه للبنت أفضل فهو من يتقدم إليها ويختار ما يقتنع به بعد مقارنات ولقاءات كثيرة ببنات أخريات فى أيامنا هذه.. لكن الفتاة موقفها مختلف فربما ترتبط بشخص تقدم لها ووافق أهلها عليه على الفور دون اقتناع كامل منها خوفا من أن يفوتها قطر الزواج؟ ثم تقابل شخصا آخر فى الجامعة أو العمل أو أى مكان وتتمنى من داخلها أن يكون ذلك الشخص هو من ارتبط بها.. لذلك نجد شكوى من البنات الآن تقول (أنا محتارة فى اختيار شريك حياتى ومش عارفة أحدد مين فيهم أنسب ليا) فمن مشاكل البنات الكثيرة التى نسمع عنها تلك الأيام الحيرة فى اختيار شريك الحياة.
ثقافة مجتمع
تقول د.بسمة جمال المتخصصة في الإرشاد الأسري وسفيرة مصر للنوايا الحسنة للاتحاد البرلماني الدولي والمستشارة الاجتماعية صاحبة مركز الحياة للاستشارات إن مرحلة اختيار شريك الحياه هى من أصعب المراحل التى تمر على أى فتاة وخاصة فى ظل الكثير من المؤثرات وغياب القيم بين الشباب وثقافة مجتمع كثيرا ما تقول إن الولد يقيم الكثير من العلاقات العاطفية فى حين أن البنت أوقات كثيرة تحرم حتى من أن تجلس مع من يتقدم لها أكثر من مرة لتقييم مزاياه وعيوبه.
رسالة للآباء
وتتابع بسمة حديثها قائلة: وهنا أخاطب أولا الآباء بأن يتركوا مجالا لابنتهم أن تتعرف أكثر على المتقدم لها فى وجودهم ولا يتعجلون فى إتمام الخطبة لأنها رحلة حياة لابنتهم أما بالنسبة للخطوبة فهناك معايير أساسية يقاس عليها أسس الارتباط ومدى ملاءمة كل طرف للآخر.
معايير الارتباط
أولا المعيار الاجتماعى وهنا أقول لكل فتاة هل هذا الشاب مناسب لك اجتماعيا هل هو بنفس المستوى لأن الزواج ليس فقط أب وأم بل هناك تكافؤ وأبناء وإذا طبقنا ذلك دينيا سنجد أن النبى صلى الله على وسلم اختار السيده خديجة وهى كانت من سيدات قومها لكن من قبيلة لها اسم وسمعة وكذلك حبيبنا لم يكن يملك وقتها مالا كافيا ولكن تزوج منها وهو أيضا كان من قبيلة لها اسمها أى الجانب الاجتماعى واحد.
وهناك الجانب الثقافى هل هو بنفس ثقافتك ما هى مؤهلاته وقد لا أقصد هنا شهادته فقط فقط يكون هو تعليم فوق المتوسط وهى عالى ولكن ثقافته منغلقة وأفكاره مختلفة تماما عن أفكارها وهنا ستظل طوال عمرها تعيش معاناة بسبب اختلاف الآراء والأفكار إلا لو كان يملك نسبة من المرونة لاحتواء أفكارها وتقابلها.
الجانب المادى والجسدى والروحى
وتضيف د.بسمة جمال: هناك أيضا البعد المادى هل هو بنفس مستواها أم أقل هل لديه طموح للحفاظ على مستواه أم يعتمد على غيره دائما لأن هنا كثيرا ما تقع الفتاة فى فخ عدم التكافؤ المادى بينهما وتصطدم بعقدة لدى الزوج فى ذلك أو طمع من ناحيته فأنا أرجح أن يكون مناسبا لها ولا يكون هناك تفاوت واضح فى المستوى المادى بينهما.
كما أن هناك أيضا الجانب الجسدى هل تشعر بنفور منه هل تشعر أنها لا تريد أن تجلس معه فترة طويلة.
بالإضافة إلى أهم جانب وهو الجانب الروحى والدينى ما هى علاقته مع الله وهنا نوعان من الالتزام أن يكون يؤدى الفرائض فقط ولكن لا يعمل بها وهنا أقول للفتاة ابتعدى عنه لأنه متدين ولكن لا يطبق الدين فى حياته وهناك من هو يمتلك الأخلاق مع الدين والفرائض وهذا شخص جدير بالارتباط.
رسالة إلى البنات
وتختتم المتخصصة فى الإرشاد الأسرى د.بسمة جمال حديثها للبنات قائلة : فى النهاية أقول لكل فتاة ليس كل ما تسمعينه أو تشاهدينه فى الأفلام والمسلسلات هو حقيقة فالحب الذى ترينه هو حب رومانسى قائم على المظهر الخارجى والشكل فقط فى حين أن الأهم هو الجوهر والمعايير الأساسية التى إذا قمت بتطبيقها على شريكك وهو أيضا كذلك فبإذن الله ستؤهلك لحياة زوجية سعيدة بالإضافة طبعا للاستخارة والسؤال جيدا عن هذا الشخص وطباعه وأخلاقه مع أهله وجيرانه وفى محيط عمله.
فالخطوبة هى مرحلة الكلام وما أكثر من يعرفون أن يتكلموا كلاما معسولا دون تطبيقه أما الزواج فهو رحلة حب وتكامل كما قال الله تعالى "هن لباس لكم وأنتم لباس لهن" فقيسى بعقلك أكثر من قلبك واختارى جيدا وتعلمى واقرئى كثيرا حتى تكونى زوجة سعيدة بإذن الله تعالى.
مصر العربيه
0 التعليقات:
Post a Comment